الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۵/۰۶/۲۱ چاپ
 

مقطع فلم | درس الأخلاق الأمريكية!

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:55 دقیقة​

النص:

يقول نبيّ الإسلام(ص): «مَنِ اتَّقَى اللَّهَ عَاشَ قَوِیًّا وَسَارَ فِی بِلادِ عَدُوِّهِ آمِنًا» فتأملوا وانظروا ما هي العلاقة بين القوّة والقدرة والتقوى. لابد أن نتوخّى الحذر لكي لا يربّونا إنسانا أخلاقيّا ضعيفا في هذه الدروس الأخلاقيّة.

يرجى منّا بعض الأحيان أن نكون أناسا صالحين. ولكن بعد ما نتأمّل في نصائحهم نرى أن مقصودهم من الصلاح هو أن اذهب في دربك بهدوء وارجع بهدوء ولا تعتنِ بما يجري فوقك ولا بما يجري حولك، وإن قمعوك على رأسك فلا يخرج منك صوت، كن صبورا، كن متواضعا، كن رؤوفا، كن ذليلا، قل بصراحة كن عبدا! كن عبدا مؤدّبا!

أيّها الأحبّة وأيّها الشباب كونوا حسّاسين، فإنكم تعيشون في عالم تحت هيمنة الطواغيت. فأينما وجدتم نصيحة أخلاقية انظروا إليها بسوء ظن! في أي مكان من العالم إذا رأيتم مفكّرا أو فنّانا أو فيلما يلقي إليكم نصيحة أخلاقية فلا تطربوا لها بسرعة. قل مهلا وقل لي لماذا تعطيني هذه التوصية الأخلاقية؟ هل في سبيل أن أسكت ليذبحني خصمي؟! فلا داعي لأن أكون إنسانا صالحا بهذه الدرجة. هل يراد أن أكون صالحا لينهال عليّ الأعداء كالذئاب وأكون صامتا ليفسح صمتي وهدوئي وتواضعي وعدم تدخّلي المجالَ للظالمين وذوي السلطة في العالم؟!

فعلى سبيل المثال ردّوا الرسائل الأخلاقية الآتية من ذاك الصوب من العالم وقولوا: إن كنتم تحملون رسالة إيجابيّة أخلاقية فلماذا لم تخلّقوا حكومتكم بهذه الأخلاق؟ لماذا لم تحسّنوا أخلاق حكّامكم الذين هم من أشنع مجرمي العالم. إن كنتم توصون الناس بالإخلاق فقط ـ وهي نمط من الأخلاق الحديثة وهي الشائعة اليوم بين شعوب العالم وهي أن تجعل الناس عبيدا لأصحاب القوى ـ فنحن لا نريد هذه الأخلاق.

لابدّ أن تتصف بأخلاقٍ تقوّيك. فالرواية تقول إن تتقِ تعش قويّا وإن كنت قويّا سيهابك أعداؤك، فلم يعد بإمكان أحد أن يحزّ رأسك. وإنما نمط الأحكام الدينية تربّي الإنسان قويّا. تحلّيه بالأخلاق ولكن بأخلاق مجرّدة من الآفات! فلا تغترّوا بكل درس أخلاق أو رسالة أخلاقية، طبعا غالبا ما تكون الدروس الأخلاقية في بلدنا جيّدة لأنها مستوحاة من الدين.

ولكن كلّ ما عثرتم على رسالة أخلاقية وحتى رسالة معنوية، اسأل عن أقصى نتائجها. وقل حدّثني عن آخر الدرس لأصغي لك من الأوّل. هل ستنتهي هذه الأخلاق إلى الملحمة الحسينية و كربلاء أم لا؟ هل ستُنتج قوّة الجأش التي تمكّن الإنسان من مقاومة الاستكبار أم لا؟ فلا تصدّقوا ببعض هذه الظواهر أطراف العالم، فعلى سبيل المثال ترى قد أسسوا صندوقا خيريّا في بعض البلدان في أمريكا أو أوروبا ويقوم بعض الأغنياء بمساعدة الناس. فإن كانوا بصدد عمل الخير واقعا، فليصلحوا حكوماتهم التي تفقّر الشعوب. لماذا تركوا الأصل وجاءوا يتصدّقون على الناس والفقراء؟! هل يريدون أن يسكتوا ضميرهم؟! أو يريدون أن يهدّئوا الناس ويرضوهم لئلّا يعلو منهم صوت؟! فما هذه الألاعيب؟

إنما كان أميرالمؤمنين(ع) أهل التصدّق حيث كان يقف أمام الظلم بقوّة. فأي مؤسسة خيريّة أنتِ في أمريكا أو أوروبّا تساعدين الفقراء في البلدان الغربية ثم تقوم حكومتك بصنع الملايين من الفقراء في العالم! تنهب البلدان! وتقتل الناس من أجل ذلك! ثم أنت تؤسس دارا للأيتام! فاعترض على الأقل لنعرف أنك حريص عليهم واقعا! قل لماذا تفقّرون كلّ هؤلاء الناس في العالم؟! لا ينبغي الاغترار بالأقوال الأخلاقية في هذا العالم! فيجب أن تجعلك الأخلاق قويّا.

بنفسي أبا عبد الله الحسين(ع) الذي كان يتصف بالأخلاق وبالملحمة معاً. إذ أنّ الأخلاق والملحمة متلازمتان.

تعليق