الفهرس

فهرس الفصل الرابع

المؤلفات

 الأخلاق والسلوك

الصفحة الرئيسية

 

الزكاة

إنها إحدى تشريعات الإسلام التي جعلها لسد فراغ الفقر والمصالح العامة وهي تتعلق ـ على نحو الوجوب ـ بتسعة أشياء وهي:

الغلات الأربع: الحنطة، الشعير، التمر، الزبيب.

الأنعام الثلاثة: الإبل، البقر، الغنم.

النقدان: الذهب، والفضة.

وتستحب في مال التجارة، والخيل وغيرهما.

ولها مقادير معينة، وأنصبة معلومة وأوقات محدودة ومصارف خاصة، يفصلها الفقه الإسلامي.. وليس هنا محل تفصيلها وإنما القصد الإلماح إلى أصل وجوب هذه الفريضة المالية التي قررها الإسلام كضريبة على هذه الأشياء المعينة.

وفي الآيات القرآنية والسنة المطهرة تأكيدات حول هذا التشريع وقد كانت الزكاة ـ أيام الدولة الإسلامية التي انهارت منذ نصف قرن ـ تجنى بصورة منظمة تحت نظام الدولة. أما بعد دخول المستعمرين بلاد المسلمين وتبديلهم قوانين الأجانب بقوانين الإسلام! فقد تخلت مكانها ليقع شاغراً: وتجبى بدلها الضرائب المستوردة!!.

وعلى أي فقد حث الإسلام على هذه الفريضة العظيمة.

وقال سبحانه: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة...)(1).

وقال تعالى: (... والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)(2).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها)(3).

إن منع الأرض بركاتها طبيعية بمقدار كونه بإرادة خارقة من الله تعالى إذ الزكاة نظام الاجتماع وبها ينظر الفقير ـ ومنه الفلاح ونحوه ـ إلى المثري نظر احترام، وتنشطه إلى العمل أكثر فأكثر وهذه بدورها سبب لزيادة النشاط الذي يسبب وفرة الإنتاج.

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن الله عز وجل قرن الزكاة بالصلاة فقال: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) فمن أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة، فلم يقم الصلاة)(4).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من ذي مال ذهب وفضة، يمنع زكاة ماله، إلا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر! وسلّط عليه شجاعاً أقرع يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى انه لا يتخلص منه، أمكنه من يده، فقضمها كما يقضم الفجل! ثم يصير طوقاً في عنقه وذلك قول الله عز وجل: (... سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة...)(5).

وما من ذي مال إبل أو غنم أو بقر، يمنع زكاة ماله إلا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر تطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها.

وما من ذي مال نخل أو كرم أو زرع يمنع زكاتها إلا طوقه الله تعالى ريعة أرضه إلى سبع أرضين إلى يوم القيامة)(6).

وقال (عليه السلام): (ما فرض الله على هذه الأمّة شيئاً أسدّ من الزكاة وفيها تهلك عامتهم)(7).

انه مال! ومتى يسخو الإنسان بماله؟ وهذا الكلام من الصدق بمكان:إنا نرى الناس ـ اليوم ـ يحجون ويصلون ويصومون وهكذا ـ بكثرة ـ أما المزكي فقليل وقليل جداً.

وقال (عليه السلام): (من منع قيراطاً من الزكاة، فليس بمؤمن ولا مسلم وهو قوله تعالى: (... قال رب ارجعون لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت...)(8) (9).

ولا عجب من هذا الحديث فإن المؤمن هو الذي يعمل بشرائط الإيمان والمسلم هو الذي يعمل بشرائط الإسلام والزكاة من الإسلام ومن الإيمان فتاركها ليس بهما.

وقال (عليه السلام): (إن الزكاة ليس يحمد بها صاحبها، وإنما هي شيء ظاهر، حقن بها دمه وسمي بها مسلماً ولو لم يؤدها لم تقبل له صلاة)(10).

وقال (عليه السلام): (إنما وضعت الزكاة اختباراً للأغنياء، ومعونة للفقراء ولو أن الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً ولاستغنى بما فرض الله له وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء، وحقيق على الله أن يمنع رحمته ممن منع حق الله في ماله.

وأقسم بالذي خلق الخلق، وبسط الرزق: إنه ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بترك الزكاة، وما صيد صيد في بر ولا بحر إلا بتركه التسبيح في ذلك اليوم.

وإنّ أحب الناس إلى الله تعالى: أسخاكم كفّاً وأسخى الناس من أدّى زكاة ماله، ولم يبخل على المؤمنين بما افترض الله لهم في ماله)(11).

إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة.

ولكن.. كم تقدر من يؤدي هذا الواجب؟ إنه قليل وأقل من القليل!.

وهل نفع المنع؟ كلا بل عاد بالضرر على المالك وعلى الفقير ـ على حد سواء ـ فالمالك يعاني الضرائب المرهقة وغيض الفقراء وغضبهم وانتقامهم في ثارات. والفقير يعاني آلام الفقر ووخزات المسكنة.

ولماذا يمنعون ـ بعد كل ذلك ـ؟ ليس له سبب إلا الشره والتكالب على الحطام!!.

كيف تعطي

قد حد الإسلام حدود كل شيء، لم يترك صغيراً ولا كبيراً إلا أحصاه وهذا من خواص الإسلام وحده. فلا الأديان ولا المبادئ بهذا الشمول والاستيعاب!.

وقد جعل الإسلام لكل من معطي الزكاة وسائر الصدقات ومن أخذها موازين وحدوداً نذكر بعضها استطراداً:

من اللازم على من يدفع الصدقة أن يجتنب المن والأذى فلا يمن على الفقير ولا يؤذيه بيد ولا لسان ولا همز ولا لمز، حتى إنه يكره له أن يتوقع من الفقير احتراماً فوق ما كان يتوقع منه حال عدم دفعها له ولم يتوقع؟ إنه جلب لنفسه مرضاة الله وخير الدنيا. إنك إذا أعطيت المهندس ثمناً لتعبه على دارك فهل تتوقع منه احترامك؟ كلا! لأنه ثمن إزاء عمل وكذا الصدقة إنها مال إزاء أجر في الأولى والأخرى فلماذا المن والأذى؟.

إنه ترك الصدقة بقول حسن أفضل من الصدقة بإيذاء!.

يقول الله تعالى: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى...)(12).

وهو كذلك: إن الصدقة لقلع الغلّ من الصدور وثواب الآخرة والإيذاء يكثر الغل، ويذهب بالأجر، فتركها أفضل.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال، وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي:

1 ـ العبث في الصلاة.

2 ـ والرفث في الصوم.

3 ـ والمن بعد الصدقة.

4 ـ وإتيان المساجد جنباً.

5 ـ والتطلع في الرفد.

6 ـ والضحك بين القبور)(13).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (ومن علم إن ما صنع انما صنع لنفسه، لم يستبطىء الناس في شكرهم، ولم يستزدهم في مودتهم، فلا تلتمس من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك، ووقيت به عرضك، واعلم إن الطالب إليك لحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك، فأكرم وجهك عن رده)(14).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره، وتستيره وتعجيله!!!.

فأنت إذا صغّرته عظّمته عند من تصنعه إليه.

و إذا سترته تممته.

وإذا عجّلته هنّأته.

وإن كان غير ذلك محقته ونكدته)(15).

وقال (عليه السلام): (إذا أعطيته فأغنه).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا ناولتم السائل، فليرد الذي ناوله يده إلى فيه فليقبلها فإن الله عز وجل يأخذ الصدقات)(16).

ومعنى أخذه تعالى أنّه يتقبلها بقبول حسن، ولذا ورد في الحديث: إنّ الصدقة تقع في يد الله!!.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما تقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يد الله)(17).

ثم تلا هذه الآية: (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات...)(18).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله تعالى يقول: ما من شيء إلا وكلت به من يقبضه غيري، إلا الصدقة فإني أتلقفها بيدي تلقفاً، حتى إن الرجل ليتصدق بالتمر أو بشق تمرة، فأربيها له كما يربي الرجل فلوه وفصيله. فتأتي يوم القيامة وهي مثل أحد وأعظم من أحد)(19).

ثم إن الإسلام قد ندب إلى المعطي أن يطلب من السائل الدعاء له.وفي ذلك فائدتان: طبيعته وتفضيلته، أما الطبيعة فلأن للكلام إيحاءً نفسياً، يسير على هديه الإنسان ـ ولو كان قلبه، بادئ ذي بدء مخالفاً لما فاه به ـ فإنّ للكلام أثراً في القلب من غير فرق بين الملقي والملقى إليه وهذا ـ بدوره ـ يكفي لغسل السخائم، ودحض البغضاء، وقلع الشحناء عن القلوب، وتكرار مثل هذا الإيحاء كفيل بأن يفيض على النفس ملكة للمجتمع وأكبر بهذا من أثر عظيم!!.

وأما التفضيلة فلأن الله تعالى وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد:

روي: (كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول للخادم إذا أعطى السائل أن يأمره بأن يدعو بالخير.

وكان يقول ـ للخادم ـ: أمسك قليلاً حتى يدعو فإن دعوة السائل الفقير لا ترد)(20).

وعن أحد الـــباقرين عليهما السلام: (إذا أعطــيتموهـــم فلــقنوهم الدعـــاء فإنه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم)(21).

والأفضل تخصيص الأقارب والأرحام والمؤمنين ومن أشبه بالصدقات قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يأكل طعامك إلا تقي)(22).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إطعموا طعامكم الأتقياء)(23).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أضف بطعامك من تحبه في الله)(24).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لئن أصل أخاً من إخواني بدرهم، أحب إلي من أن أتصدّق بعشرين درهماً، ولئن أصله بعشرين درهما أحب إلي من أن أتصدق بمائة درهم، ولئن أصله بمائة درهم أحب إلي من أن أعتق رقبة)(25).

وفي الخبر: (لا صدقة وذو رحم محتاج)(26).

وفي خبر آخر: (إن أفضل الصدقات الإنفاق على ذي الرحم الكاشح)(27) والكاشح: هو الذي طوى كشحه معرضاً وأفضليته معلومة إنه رحم وكاشح وفقير فالإنفاق عليه يزيح علته وصلة لرحمه ودحض لغضبه ودخيلة نفسه!!.

ثم إنه ينبغي للفقير الآخذ: أن يشكر المعطي ويدعو له، إنه إحسان في مقابلة إحسان وتأليف للقلوب وتبادل للوداد فالغني يشبع حاجة الفقير الجسدية والفقير يشبع روح المعطي فرحاً وابتهاجاً.

ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)(28).

فإنه لم يشكر الله لأنه أمره بالشكر فلم يمتثل ثم النفس الشكور تشكر كل منعم ومتفضل فعدم الشكر كاشف عن ملكة سيئة في النفس وهي تبعث على عدم شكر الله وبين هذين الشكرين تلازم كما إن بين كفران نعم الخالق وكفران فضل المخلوق أيضاً تلازماً!!.

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (لعن الله قاطعي سبيل المعروف قيل: وما قاطعو سبل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره)(29).

وليس هذا خاصاً بالفقير بل الإسلام يرى المكافأة بالحسنى أدباً راقياً ويأمر به حتى تستحكم وشائج الاجتماع المتحاب وأنما يأمر بالشكر اللساني وما أشبه من حيث لا يتمكن الفقير على أزيد من ذلك وإلا فيندب إلى المكافأة بالمثل وأكثر:

(وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها...)(30) هكذا يقول القرآن الحكيم!!!.

ويقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (من صنع بمثل ما صنع إليه فإنما كافاه، ومن ضعفه كان شكوراً ومن شكر كان كريماً)(31).

الخمس

من الفرائض المالية التي جعلها الله تعالى لمحو الفقر وإصلاح المجتمع: الخمس.

وذلك ضريبة بسيطة واضحة مصدرها وموردها ومقدارها.

فمصدرها الغنائم وكل فائدة يستفيدها الإنسان والغوص والكنز والمعدن وقسم من الأرض، وما اختلط من الحلال والحرام.

وموردها: اليتامى والمساكين وأبناء السبيل من ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمصالح الإسلامية بنظر الإمام ونائبه ـ على تفصيل ـ

ومقدارها: من الخمسة واحد!

يقول القرآن الحكيم: (واعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا...)(32).

وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (هلك الناس في بطونهم فروجهم لأنهم لا يؤدون إلينا حقّنا)(33).

يأكلون حراماً.. وينكحون بمال حرام إذاً يهلكون!!

وربما يظن الغرّ إنه مجعول لذرية الرسول جزافاً! كلا إن الإسلام الحكيم لا يشرع أمراً جزافياً. بل جعلت الزكاة لسائر الفقراء وجعل الخمس لفقراء آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبهذين الغرضين سدت خلّة الفقراء عامة. وسهم الإمام: الذي هو نصف الخمس يصرف في مصالح المسلمين على حد صرف الزكاة فيها، فهما:

فريضتان تقومان بتنظيم المصالح المالية خير قيام.

وهنا أمر لا بأس بإيراده استطراداً في الموضوع وهو:

إن الإسلام حبّذ إلى الناس توقير ذريّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واحترامهم ولكن ليس ذلك جزافاً بل لأمرين:

أ ـ توجيه الناس إلى ناحية الرسول فإنه احترام أحد مثار السؤال عن سائر الناس: لم يوقر؟ فيقال: إنّه من ذرية الرسول.. ومن الرسول؟ وبهذا يحيي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأذهان ويتحرك الشخص نحو الاقتداء به (صلى الله عليه وآله وسلم) طلباً للسمو، وبذلك يكون تقريب للناس نحو الخير والفضيلة والسلام والإسلام. وأعظم بها من فائدة!.

ب ـ حفظ مقام النبوة في الذرية وهذا أمر منطقي معقول، أن الإنسان يرى احترام الأولاد من لوازم احترام الآباء كما أن إهانتهم إهانة بالنسبة إلى الآباء وبهذا ينظر الحديث: (المرء يحفظ في ولده).

إذاً فليس الإحترام لذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جزافا بل إنّه نوع من الدعوة إلى الفضيلة والخير.

كما إنّ الإسلام لا يغفل عن طبيعة البشر التي تتعالى إذا وجد جاهاً وتوقيراً فيتقدّم إلى النهي الأكيد عن الكبرياء والبطالة بالنسبة إلى السادة وقد نهى نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) إياهم عن أن يأتوا بأنسابهم بينما يأتي سائر الناس بأعمالهم. وأبو لهب القرشي عمّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خير مثال لنظرة الإسلام إلى الأشخاص انه قد ورد فيه آي من الذكر الحكيم ذمّا له ولزوجته:(تبّت يدا أبي لهب وتب)(34).

ولتفصيل الكلام مجال آخر وانما المقصود الإشارة إلى بعض ما ورد في احترام السادة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (حقّت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله)(35).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه)(36).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً، كافيته يوم القيامة)(37).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمداً يكلمكم فتنصت الخلائق.

فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد، أو منّة، أو معروف فليقم حتى اُكافيه؟.

فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأيّ يد، وأي منّة، وأيّ معروف لنا؟! بل اليد والمنّة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق فيقول لهم: بلى من آوى أحداً من أهل بيتي، أو برّهم أو كساهم من عري أو أشبع جائعهم فليقم حتى اُكافيه.

فيقوم أناس قد فعلوا ذلك.

فيأتي النداء من عند الله: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت، قال: فيسكنهم في(الوسيلة) حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيت محمد، صلوات الله عليهم)(38).

وهذا الحديث للعاملين بالإسلام المتقين عن المحارم أما من يعمل ما يعمل! ثم يحترم سيّداً أو يكسوه أو يطعمه فلا يقبل ذلك منه أسمعت قول الله تعالى: (إنّما يتقبّل الله من المتّقين)(39) وإنّما: كلمة حصر!!

الصدقات

ندب الإسلام إلى الصدقة، وأكّد إيتاءها ووعد من تصدق الثواب الجزيل، والأجر الكبير ولفظة الصدقة مشتقة من الصدق كأنها لملازمتها تصديق الله والرسل اشتقت منها، وعلى أيًّ فالإسلام يرى استحبابها بكل ما أمكن، ولو بشق تمرة!.

وليس الصدقة خاصة بنحو من المال بل تشمل بذل النقود والإسكان، والإكساء، والإطعام، والقيام بخدمات أحد، كما أنها ليست خاصة بتلك الأمور المذكورة بل: إن بناء المدارس، والملاجئ، والرياض، والمستشفيات والمساجد، والعتبات وحفر الآبار وإكساء الطرق، ومد الجسور، وإضاءة الشوارع والبيوت وما إليها، وبناء المساكن للفقراء والعجزة، وطبع الكتب ووقف المطابع والمكائن والسيارات ونحوها.

كلها من الصدقة المندوبة، إذا كانت فيها مصلحة للمسلمين أو ما أشبه.

والإسلام وسّع في معنى الصدقة، فلم يقتنع بما ذكر، بل جعل الكلمة الطيبة وتنحية الأذى عن الطريق وأشباه هاتين من الصدقة.

وفي القرآن الحكيم، والأحاديث... تأكيد عجيب حول الصدقة.

(... أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض)(40).

(قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين)(41).

(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)(42).

إلى غيرها.. وغيرها.. مما يزخر به القرآن الكريم.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (تصدّقوا ولو بتمرة فإنها تسد من الجائع وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)(43).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (اتقوا النار، ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)(44).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من عبد مسلم يتصدق بصدقة من كسب طيب ـ ولا يقبل الله إلا طيّباً ـ إلا كان الله أخذها بيمينه، فيربيها له، كما يربي أحدكم فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أُحد)(45).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أحسن عبد الصدقة، إلا أحسن الله عز وجل الخلافة على تركته)(46).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (كل إمرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس)(47).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أرض القيامة نار، ما خلا ظل المؤمن، فإنّ صدقته تظله)(48).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله لا إله إلا هو، ليدفع بالصدقة: الداء والدبيلة، والحرق، والغرق، والهدم، والجنون...)(49).

وعدّ سبعين باباً من الشر.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ عزّ وجل)(50).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا أطرقكم سائل ذكر بالليل فلا تردّوه)(51).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أعط السائل، ولو على ظهر فرس)

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تقطعوا على السائل مسألته، فلولا إنّ المساكين يكذبون ما أفلح من ردّهم)(52).

وفي الحديث: (إن الله سبحانه، أوحى إلى موسى بن عمران: يا موسى أكرم السائل ببذلٍ يسير أو بردًّ جميل، إنّه يأتيك من ليس بإنس ولا جان، بل ملائكة من ملائكة الرحمن، يبلونك فيما خوّلتك، ويسألونك فيما نوّلتك، فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران؟)(53).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء)(54).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالدعاء، واستنزلوا الرزق بالصدقة، فإنها تفك من بين لحى سبعمائة شيطان!! وليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن وهي تقع في يد الرب، قبل أن تقع في يد العبد)(55).

وهذا كناية عن أن الله تعالى يقبلها، قبل ما تصل إلى يد الفقير!

وقال (عليه السلام): (الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعاً من البلاء وتفك من لحى سبعين شيطاناً، كلّهم يأمره: أن لا يفعل)(56).

ولعل الفرق بين السبعين والسبعمائة، باختلاف المتصدقين أو المتصدق عليهم، أو الصدقات أو الأزمان والأمكنة أو ما أشبه.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (يستحب للمريض: أن يعطي السائل بيده ويأمره أن يدعو له)(57).

وقال (عليه السلام): (باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطاها، ومن تصدق بصدقة أول النهار، دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، فإن تصدق أول الليل دفع الله شر ما ينزل من السماء في تلك الليلة)(58).

(وقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) إذا صلى العشاء، وذهب من الليل شطره، اُخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم. فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم، ولا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد الله (عليه السلام) فقدوا ذلك! فعلموا انه كان أبا عبد الله (عليه السلام).

حق معلوم

(وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)(59).

هكذا يقول القرآن فما ذلك الحق المعلوم يا ترى؟.

إن ابتعاد المسلمين عن القرآن والسنة أوجب اختفاء هذا الحق عن الأذهان حتى انك تكاد تجد الكثرة الغالبة من المسلمين لا يعلم بهذا الحق وأجدر بهم أن لا يؤدّوها وكيف يؤدي حق من لا يعلم ما هو؟‍‍‍‍!

روى سماعة بن مهران عن الصادق (عليه السلام) قال: (الله عزّ وجل فرض في أموال الأغنياء حقوقاً غير الزكاة فقال الله عزّ وجل: (والذين في أموالهم حقّ معلوم للسائل والمحروم)(60) فالحق المعلوم غير الزكاة وهو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ماله ونفسه يحب له أن يفرضه على قدر طاقته ووسعة ماله)(61) فيؤدي الذي فرض على نفسه إن شاء في كل جمعة وان شاء في كل شهر.

وقد قال الله عزّ وجل أيضاً: (... وأقرضوا الله قرضاً حسناً...)(62) وهذا غير الزكاة.

وقد قال الله عزّ وجل أيضاً: (... وينفقوا مما رزقناهم سرّاً وعلانية...)(63).

والمانعون أيضا وهو القرض يقرضه، والمتاع يعيره والمعروف يصنعه ومما فرض الله عزّ وجل أيضاً في المال غير الزكاة قوله عزّ وجل: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل...)(64).

ومن أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه وأدّى شكر ما أنعم الله عليه في ماله إذا هو حمده على ما أنعم الله عليه فيه مما فضّله به من السعة على غيره ولما وفقه لأداء ما فرض الله عزّ وجل عليه وأعانه عليه.

وعن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)(في حديث): (قلت: ماذا الحق المعلوم الذي علينا؟ قال: هو والله الشيء الذي يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو الشهر قلّ أو كثر غير أنّه يدوم عليه)(65).

وروى إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز وجل: (والذين في أموالهم حقّ معلوم للسائل والمحروم) أهو سوى الزكاة؟ فقال: هو الرجل يؤتيه الله الثروة من المال فيخرج منه الألف والألفين والثلاثة آلاف والأقل والأكثر فيصل به رحمه ويحمل به الكلّ عن قومه)(66).

أليست هذه معاني إنسانيّة نبيلة، وأمور توثق عرى الاجتماع وتربط الناس بعضهم ببعض بالإضافة إلى كونها توجب الثواب والجنة في الدار الآخرة؟ وهل تجد ما يشابه الإسلام في مبادئه ودساتيره في قوانين الأرض والأديان المنتسبة إلى السماء؟ كلاّ، إنّه الإسلام وحده الذي فيه كل خير ولو عمل به الإنسان حاز رفاه الدنيا وسعادة الآخرة.

ولو لم يعلم المسلم بهذه الشرائع فهل لوم التأخر والإنحطاط عليه أم على دينه.؟.

(... وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(67).

القرض

المجتمع عادل والناس ظلمة كما أن التوزيع لخيرات الأرض عادل والقائمون على التقسيم جائرون.

ترى مكاناً من الأرض يحمل ذهباً وعقياناً يكفيان حاجات كل البشر، ومكاناً خالياً منهما ولكنه مشحن بالفواكه والنخيل والأشجار، ومكاناً آهلاً بالحيوانات التي يحتاجها الإنسان بينما تراه محتاجاً إلى الأمرين الأولين... وهكذا.

هذا توزيع عادل جعله الله سبباً للتآلف والتعارف يحتاج ذاك إلى هذا في ذهبه وجوهره... وهذا إلى ذاك في تينه وزيتونه وهما إلى ثالث في الصوف والوبر.. وهكذا.

وهكذا في المجتمع كمية من المال وزعت بالاختلاف، هذا تاجر وهذا عامل فلو كان الجميع أصحاب أموال فمن يعجن ويخبز ويحصد ويزرع؟ ولو كان الجميع عملة فمن يجلب البضائع بأموال طائلة؟ ومن يدخر من الشتاء للصيف ومن الربيع للخريف؟.

هذا هو سرّ الاختلاف في خيرات الأرض والاختلاف في أنصبة الناس من الأموال.

وكما إنّ الله أمر بعمارة الأرض واستخراج كنوزها وتوزيعها بالعدل ليعيش الناس مرفّهين.

كذلك أمر بالتعاون في الأموال هذا يقرض، وذاك يبذل وذلك يعمل ليسعد الناس أجمعين.

(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرةً...)(68).

إن القرض كان في قاموس المسلمين يوم كان يحكم فيهم القرآن وتسود فيهم السنّة أمّا اليوم فقد ذهب القرض حيث ذهبت سائر شرائع الإسلام من خمس وزكاة. وخير وصلات.

لكن الإسلام يقول. ويقول. ويقول. اقرضوا، اقرضوا إن أردتم العيش الهنيء والسعادة في الدنيا.. اقرضوا الله وأدّوا القرض لله ولا تقرضوا رباً ولا تأكلوا أموال الناس باطلاً.

فهل من أذن سامعة؟.

قال الإمام الباقر (عليه السلام): (من أقرض رجلاً قرضاً إلى ميسرة، كان ماله في زكاة، وكان هو في صلاة مع الملائكة حتى يقبضه)(69).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (مكتوب على باب الجنة: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر)(70).

ولنقف أمام هذا الحديث، لنتساءل: وماذا الذي فضل القرض على الصدقة مع أن المال في الصدقة تذهب بلا عودة، بخلاف القرض؟ أما إذا علمنا أن الصدقة ـ غالباً ـ تكون بأموال يسيرة دون القرض فإنه يشمل الألوف المؤلفة.. وعلمنا أن القرض يكافح الربا دون الصدقة. وعلمنا أن الصدقة تخص جماعات معوزين فقط والقرض يفك مشاكل الحياة عند كل طبقة وأخيراً علمنا أن (المصارف) تؤدي عمل القرض ـ بربا ـ وأخذنا عن ذلك صورة إجمالية من أعمال القرض في المجتمع.

كان الجواب: إن القرض وتر المجتمع الحساس والصدقة ـ المتبرع بها كما هو الظاهر من سياق الحديث ـ يأتي دورها في هامش الحياة وأجدر بالوتر أن يكون أفضل من الهامش وأفضل؟.

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن أقرض مؤمناً يلتمس به وجه الله، إلاّ حسب الله له أجره بحساب الصدقة حتى يرجع إليه ماله)(71).

وإذا أقرض الإنسان فلا يكدر صفو قرضه بالاستعجال في الطلب إنه أقدم على أمر جميل، فلماذا يكدره بالإلحاح في الأداء وكثيراً ما لا يجد المقترض سبيلاً إلى دفعه.

كما ينبغي للمقترض أن يعجل الأداء مهما أمكن ولا يقطع سبيل المعروف بمماطلته.

فعلى المقرض أن يعمل بقوله تعالى: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة...)(72).

وعلى المقترض أن يسعى في الأداء حسب الإمكان ولا يماطل مع المكنة. كما أن من المندوب أن يهب المقرض المقترض ما يطلبه إن كان المدين معوزاً لا يقدر على الأداء.

وقد وردت في هذه المعاني آيات وروايات:

روى الإمام الصادق (عليه السلام): (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في يوم حار ـ وحنا كفـَّه ـ: من أحبّ أن يستظلّ من فور جهنم؟ قالها ثلاث مرات، فقال الناس ـ في كلّ مرة ـ: نحن يا رسول الله. فقال: من أنظر غريماً، أو ترك لمعسر)(73).

وروى الصادق (عليه السلام) أيضاً: (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صعد المنبر ذات يوم، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على أنبيائه، ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب منكم: ألا ومن أنظر معسراً كان له على الله في كل يوم ثواب صدقة بمثل ماله حتى يستوفيه)(74).

وقال الصادق (عليه السلام): (من أراد أن يظلّه الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه، فلينظر معسراً أو يدع له من حقّه)(75).

وقيل له (عليه السلام): (أنّ لعبد الرحمن بن سيابة ديناً على رجل قد مات وقد كلّمناه أن يحللّه فأبى؟ فقال: (ويحه! أما يعلم أنّ له بكل درهم عشرة إذا حللّه وإن لم يحللّه فإنما هو درهم بدرهم)(76).

 

1 ـ سورة البقرة: آية 110.

2 ـ سورة التوبة: الآيتان 34 ـ 35.

3 ـ جامع السعادات: 2/125.

4 ـ جامع السعادات: 2/125.

5 ـ سورة آل عمران: آية 180.

6 ـ جامع السعادات: 2/125.

7 ـ جامع السعادات: 2/125.

8 ـ سورة المؤمنون: الآيتان 99 ـ 100.

9 ـ جامع السعادات: 2/126.

10 ـ جامع السعادات: 2/126.

11 ـ جامع السعادات: 2/126.

12 ـ سورة البقرة: آية 263.

13 ـ جامع السعادات: 2/131.

14 ـ جامع السعادات: 2/132.

15 ـ جامع السعادات: 2/133.

16 ـ جامع السعادات: 2/134.

17 ـ جامع السعادات: 2/134.

18 ـ سورة التوبة: آية 104.

19 ـ جامع السعادات: 2/135.

20 ـ جامع السعادات: 2/135.

21 ـ جامع السعادات: 2/135.

22 ـ جامع السعادات: 2/136.

23 ـ جامع السعادات: 2/136.

24 ـ جامع السعادات: 2/136.

25 ـ جامع السعادات: 2/137.

26 ـ جامع السعادات: 2/137.

27 ـ جامع السعادات: 2/137.

28 ـ جامع السعادات: 2/138.

29 ـ جامع السعادات: 2/138.

30 ـ سورة النساء: آية 86.

31 ـ جامع السعادات: 2/138.

32 ـ سورة الأنفال: آية 41.

33 ـ جامع السعادات: 2/140.

34 ـ سورة المسد: آية 1.

35 ـ جامع السعادات: 2/140.

36 ـ جامع السعادات: 2/141.

37 ـ جامع السعادات: 2/141.

38 ـ جامع السعادات: 2/141.

39 ـ سورة المائدة: آية 27.

40 ـ سورة البقرة:آية 267.

41 ـ سورة المدثر: الآيتان 43 ـ 44.

42 ـ سورة البقرة: آية 3.

43 ـ جامع السعادات: 2/146.

44 ـ جامع السعادات: 2/146.

45 ـ جامع السعادات: 2/146.

46 ـ جامع السعادات: 2/146.

47 ـ جامع السعادات: 2/146.

48 ـ جامع السعادات: 2/146.

49 ـ جامع السعادات: 2/147.

50 ـ جامع السعادات: 2/147.

51 ـ جامع السعادات: 2/147.

52 ـ جامع السعادات: 2/147.

53 ـ جامع السعادات: 2/147.

54 ـ جامع السعادات: 2/147.

55 ـ جامع السعادات: 2/147.

56 ـ جامع السعادات: 2/147.

57 ـ جامع السعادات: 2/148.

58 ـ جامع السعادات: 2/148.

59 ـ سورة الذاريات: آية 19.

60 ـ سورة المعارج: الآيتان 24 ـ 25.

61 ـ جامع السعادات: 2/158.

62 ـ سورة الزمل: آية 20.

63 ـ سورة ابراهيم: آية 31.

64 ـ سورة الرعد: آية 21.

65 ـ جامع السعادات: 2/159.

66 ـ جامع السعادات: 2/159.

67 ـ سورة النحل: آية 33.

68 ـ سورة البقرة: آية 245.

69 ـ جامع السعادات: 2/160.

70 ـ جامع السعادات: 2/160.

71 ـ جامع السعادات: 2/160.

72 ـ سورة البقرة: آية 280.

73 ـ جامع السعادات: 2/161.

74 ـ جامع السعادات: 2/161.

75 ـ جامع السعادات: 2/161.

76 ـ جامع السعادات: 2/161.